مـــديـنـة أصــيـلـة منفتحة على العصر
تيزنيت، مدينة مكونة من عناصر إثنية متعددة ورثت عبر تاريخها العريق إرثا معماريا رائعا ما زالت المنشآت السلطانية بقصرها الخليفي وسورها المكون من 36 برجا و 9 أبواب رئيسية شاهدا على ذلك.
تشكلت المدينة الحديثة تدريجيا حول هذه الوحدة المعمارية التي شيدت سنة 1882. وبالموزاة مع أنشطة القوافل التجارية، تأصلت بالمدينة أنشطة قارة مرتبطة بالفلاحة المعيشية وبالصناعة التقليدية، خصوصا الصياغة الفضية، التي اشتهرت بها تيزنيت، فأصبحت تستحق بفعل ريادة صناعها التقليديين في المجال لقب "مدينة الفضة" بامتياز.
هذه الظاهرة ساعدت على تنوع ومزج السكان بالمدينة منهم الأمازيغيون المتأصلون بمنطقة سوس ومنهم المنحدرون من الصحراء وكذا طائفة يهودية نشيطة ...
كما أن الموجة الواسعة من الهجرة نحو الخارج في عقد السبعينات والهجرة الداخلية من مدن الشمال نحو أقاليمنا الصحراوية المسترجعة جعلت من تيزنيت قطبا إداريا ومركزا حضريا بارزا ابتداء من سنة 1975.
تدبير اجتماعي وعصري
إن تنوع السكان وازدواجية البنية من مدينة عتيقة بجانب المدينة الجديدة شكل تراثا حضريا غنيا وأعطى للمدينة طابعا متميزا من حيث الشكل والهوية الحضريتين.
إن مدينة تيزنيت بسكانها الذي يناهز عددهم اليوم 60000 نسمة في مستوى هذا التنوع بديناميكيتها وحيويتها وتطلعاتها.
وتعتمد المدينة بأجهزتها المسيرة وقواها الحية سياسة تضامنية وتكافلية لمواجهة رهانات التنمية الحضرية. ويرتكز هذا التصور على تلبية حاجيات غالبية السكان مع مراعاة عواقب التطور المجتمعي على الحياة الحضرية.
بالفعل، فلكي تعيش وتتفاعل مع محيطها، على المدينة أن تبني في كل المجالات توازنات اجتماعية وهيكلية تؤسس للمزيد من الحيوية والتنمية المستديمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق